وزارة التربية ارفعوا لها القبعات رجاءً
![](https://alsahafea-agency.iq/wp-content/uploads/2023/10/وزارة-التربية.jpg)
بغداد-الصحفية
مصطفى عبد الله المجمعي
المدرسة قلب المجتمع، إذا خربت وتداعت شؤونها، على الدولة إدخال المجتمع إلى ردهة الإنعاش، خطر هذا في ذهني وأنا أستمع لبرنامج أذاعته مونت كارلو قبل أيام عن السودان وخراب بنيتها التحتية التعليمية بسبب الحرب المحتدمة فيها منذ أشهر، فقد توقفت المدارس نهائياً واضطر الأهالي إلى الاعتماد على أنفسهم لتعليم أبنائهم الكتابة والقراءة، وهو شيء كارثي لا يمكن تخيل تداعياته المستقبلية.
وأنا أستمع لشهادات الشهود وكلام المسؤولين السودانيين، خطر في ذهني مدارس العراق وحمدت الله على مستواها المتقدم الذي بات لا يختلف عن مستوى الدراسة في الدول المتطورة، الدول التي كنا نغبطها ونتمنى تحقيق عشر ما فيها. وللإنصاف، فإن هذا كله يعود إلى جهود وزارة التربية الهائلة في جميع المجالات والركائز التي تقوم عليها العملية التعليمية، من البنى التحتية للمدارس التي قفزت إلى الأمام وشيدت مئات المدارس ضمن المشروع الصيني، إلى نجاح وزارة التربية في ضم الأراضي الزراعية للمتبرعين الى أملاكها
بغية بناء ما تحتاجه المحافظات والقرى من مدارس. ثمة أيضاً محور تطوير المناهج الدراسية لتواكب ما موجود في العالم، ولا يجب أن نغفل توفير الهيئات التدريسية ورفد الكادر بمدرسين ومعلمين وإداريين بحيث قفز رقم المعينين الجدد منهم في القطاع التربوي إلى قرابة ٣٥٠ ألف عنصر، وتنتظر الوزارة الآن عشرات العقود التي أعلنت عنها وفتحت روابط التقديم إليها.
لا تقف جهود وزارة التربية عند هذا فقط، فهناك اهتمام كبير بالتعليم الخاص والدولي الذي يسير بمحاذاة التعليم الحكومي، ولاحظنا كذلك الاهتمام غير المسبوق بمدارس المتميزين والمتفوقين، وإشراك ملاكاتها بدورات تطويرية ذات جودة عالية وتقنيات علمية متميزة ترفد الملاك بطرائق التدريس الحديثة، مع تأكيد الوزير السيد ابراهيم نامس الجبوري على مفاتحة الجهات العليا لإضافة امتيازات تخدم هذه الشريحة نظراً لدورها الكبير في رفد العراق بثروات فذة ترتقي بمستقبل الأجيال في العراق. بل إن الوزير، خلال لقائه الأخير بهيأة رعاية الموهوبين، وجه الى تزويد مدارس الموهوبين بالشاشات الذكية والعودة الى القانون وتفعيل دور المختبرات العلمية والعودة الى قانون الهيأة الرصين بعيدا عن الاجتهادات التي تنأى بالأهمية العلمية عن مسارها الصحيح.
عدا هذا وذاك، من الواضح تماما أن العام الدراسي الماضي شهد نجاحاً كبيراً في العملية التربوية من ألفها إلى يائها، بدليل انخفاض وتيرة الشكاوى التي اعتدنا سماعها سنويا من الأهالي في موسم الامتحانات، واشراف أرفع المسؤولين في الوزارة الى عملية التصحيح، لهذا حقق الطلبة معدلات عالية عكست نجاح العملية التعليمية ككل.
إنه نجاح كبير إذن تشهده وزارة التربية، وبارقة أمل تلوح في مشهد عراقي يبشر بالخير .