![](https://alsahafea-agency.iq/wp-content/uploads/2023/10/alrasheedmedia-64d8b1335bb21-860x542-1.jpg)
بغداد- الصحفية
صبيح عبد النبي خالد
إذا كان النصر أنواع، فأعظمه دحر الفقر في بلدان تشهد تفاوتاً طبقياً فاضحاً. مدخل أوحى به قول عدد من المواطنين لأحد المراسلين مؤخرا من أن السلة الغذائية نصرت المواطن الفقير في معركة حياته الصعبة. كيف نصرته وما ثمار هذا النصر ؟الجواب متشعب لكنه سهل وواضح، كوضوح رغيف خبز بيد طفل مسكين، أو كوضوح صحن رز في صينية عائلة معدمة. ولابد هنا من وضع النقاط على الحروف، وإنصاف تجربة السلة الغذائية التي شرعت قبل سنتين، وها هي تثبت جدارتها وتنقذ العراق من موجة التضخم في أسعار الغذاء، التي تجتاح الدول القريبة والبعيدة.
الحق نقول إن السلة الغذائية كانت أشبه بقارب نجاة عبرت به العائلة العراقية الى بر الأمان، وذلك حين اطمأن المواطن على أمنه الغذائي الاستراتيجي. نقول المواطن أو العائلة قاصدين الفقراء الذين بالكاد يستطيعون تدبير قوت يومهم، لا نعني الأثرياء، ولا الطبقة فوق المتوسطة التي تستطيع تدبير حاجاتها الغذائية الأساسية بعيدا عن مفردات السلة، نعني
المعدمين الذين لطالما ذاقوا المرارة في الماضي، يوم كانت الحصة الغدائية تتأخر عن موعدها شهورا فيضطرون إلى شرائها من السوق بسعر مضاعف. فالشحة تقود لارتفاع الأسعار، وارتفاع الاسعار يهزم هذه الشريحة المسحوقة. بالتالي، تقع وزر الأخطاء على كاهل الفقير المهزوم، المندحر دون غيره.
ما جرى خلال السنتين الماضيتين، من انتظام رائع للسلة الغذائية، جعل المواطن يسترد أنفاسه وينام هانئاً مطمئناً، فالمفردات، رزا ودقيق وسمن وسكر، تأتي في موعدها، والأسعار في السوق مستقرة خلافا لما كان يجري في السابق. بالنتيجة، انتصر ذوو الدخل المنخفض في الحرب التي ظلوا يواجهونها دائماً، ركبوا في السلة وعبروا، فشكراً لها، ولمن أنجح مجاديفها وأدام بركاتها.
نعم، هو أعظم نصر حققته الشريحة المسحوقة، وهذا هو الجواب الوحيد على سؤالنا السابق: هل نصرت السلة الغذائية الفقراء؟