محلي

الشلاه.. الشعر هو الحياة

قراءات وتجربة في معرض القاهرة الدولي للكتاب

متابعة -الصحفية

في واحدة من أبرز الندوات الأدبية التي احتضنها معرض القاهرة الدولي للكتاب كان للشاعر العراقي الدكتور علي الشلاه موعد مع جمهور الأدب والفكر في قاعة الندوات الشعرية. الندوة، التي قدمها الشاعر المصري محمد الكفراوي، جاءت احتفاءً بتجربة الشلاه الشعرية بمناسبة صدور أعماله الكاملة عن اتحاد الأدباء العراقيين، وشهدت حضورًا كثيفًا لنخبة من المثقفين والأدباء المصريين والعرب.

منذ اللحظات الأولى، أخذ الشلاه جمهوره في رحلة عبر محطات تجربته، مستهلًا الحديث عن الحلة، مدينته الأم، بكل ما تحمله من إرث شعري وثقافي. استعاد ذكرى شعرائها التقليديين وفقهائها الكبار، ثم عرّج على دورها في الحداثة الشعرية، متتبعًا أثرها في المشهد الأدبي العربي المعاصر. ولم يكن ممكنًا أن يتحدث عن الحلة دون أن يمر ببابل، الحاضرة الأزلية في الذاكرة الإنسانية، والتي شكلت ركنًا أصيلًا في وعيه الأدبي والفكري.

ولم يقتصر حديثه على جذوره العراقية، بل امتد ليشمل فترات إقامته في عمان وسويسرا، حيث تشكلت ملامح أخرى من تجربته، بين المنافي والحنين، بين الغربة والعودة إلى الجذور الأولى. كان حديثه مزيجًا من البوح والتأمل، بين استعادة الماضي واستشراف المستقبل، بين التجربة الذاتية والرؤية الشعرية للعالم.

المناقشات التي أعقبت حديث الشلاه منحت الندوة بعدًا آخر، حيث تفاعل الحضور، الذي ضم نخبة من الأسماء الثقافية والفنية اللامعة، مع رؤاه وأفكاره، ما أضفى على الأمسية ألقًا خاصًا. في القاعة التي غصت بالحضور، جلس أسماء بارزة مثل أحمد الشهاوي، أحمد بخيت، عبد القادر الحصني، ميسون القاسمي، محمد العامري، إيناس إبراهيم، نداء عادل، سارة حواس، فاطمة ناعوت، عاطف عبيد، علي عطا، هوشنك، والفنان طارق دسوقي، وغيرهم من الأسماء التي أضفت على اللقاء طابعًا استثنائيًا، حيث تلاقحت الرؤى بين الشعراء والنقاد والفنانين، ما جعل للندوة نكهة مختلفة، تُعيد إلى الأذهان زمن الحوارات العميقة التي تصنع الذاكرة الأدبية.

في نهاية الأمسية، كان واضحًا أن الشلاه لم يكن يقدم مجرد قراءة في تجربته، بل كان ينسج خيطًا من الإبداع والتأمل، حيث الشعر ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو الحياة بكل تجلياتها، هو الغربة والانتماء، هو بابل التي لا تموت، وهو الحلة التي لا تغيب عن الذاكرة، وهو بغداد التي تسكن القلب وإنغاب الجسد.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى